القائد حسام قائد المنتدي
عدد المساهمات : 549 تاريخ التسجيل : 20/10/2012 الموقع : في المخابرات ههههههه المزاج : رايقة
| موضوع: انواع القراءة ومميزاتها الأحد أبريل 07, 2013 11:56 am | |
| تصنيف القراءة بحسب شكل أدائها :
القراءة من هذه الناحية نوعان هما : القراءة الصامتة أو (السرية), والقراءة الجهرية, ويمكن أن نميز بين القراءتين الصامتة و الجهرية بأن كلا النوعين من القراءة يستلزم من القارئ أن يقوم بتعرف الرموز وفهم المعاني, إلا أن القراءة الجهرية تنفرد بعد ذلك بأنها تتطلب من القارئ أن يفسر لغيره الأفكار والانفعالات التي تحتوي عليها المادة المقروءة, فالقراءة الجهرية أكثر تعقيداً وصعوبة من الفهم الصامت لمعناها.
ويري البعض أن القراءة الصامتة أيسر من القراءة الجهرية, لأنها محررة من النطق وأثقاله, ومن مراعاة الشكل و الإعراب, وإخراج الحروف من مخارجها, وتمثيل المعنى, ومراعاة النبرة, وغير ذلك من خصائص النطق" ويمكن توضيح ذلك على النحو التالي :
القراءة الصامتة :
هي عملية فكرية لا دخل للصوت فيها, لأنها حل الرموز المكتوبة وفهم معانيها بسهولة ودقة. فالقراءة الصامتة تحدث بانتقال العين فوق الكلمات وإدراك مدلولاتها, فهي قراءة سرية ليس فيها صوت ولا همس ولا تحريك لسان أو شفة.
ولهذا النوع من القراءة تأثيراً نفسياً في نمو الطفل, حيث أنها تحرره من الخجل والحرج, وخاصةً الأطفال الذين لديهم عيوب في النطق, كما أن لها تأثيراً في نمو الطفل اجتماعياً, لأن فيها احتراماً لشعور الآخرين, وتقديراً لحرياتهم وعدم إزعاجهم, وأما تأثيرها من الناحية الجسمية فإنها تريح أعضاء النطق أثناء القراءة. فالقراءة الصامتة تشكل نحو 90 % من مواقف القراءة الأخرى.
مميزات القراءة الصامتة:
هناك العديد من المميزات التي تميز القراءة الصامتة عن غيرها مايلي:
- تحقيق الفهم والاستيعاب؛ لان الذهن فيها يركز على المعنى دون اللفظ .
- زيادة كمية المادة المقروءة ؛ لأنها قراءة مجردة من النطق.
- أيسر من القراءة الجهرية؛ لان القارئ فيها يتحرر من عبء الاهتمام بصحة النطق والحركات الإعرابية .
- يمكن إشراك جميع الأطفال في الفصل بقراءة القطعة من خلالها .
- تدرب الأطفال على السرعة في القراءة .
عيوب القراءة الصامتة:
على الرغم من المزايا العديدة التي تتميز بها القراءة الصامتة إلا أن ذلك لا يمنع من أن يكون لها بعض السلبيات منها:
- لا تمكن المعلم من تشخيص عيوب النطق لدى المتعلم .
- قد لا يمارسها المتعلم فينشغل بأمور أخرى .
- لا تدرب المتعلم على صحة النطق والاسترسال وحسن الإلقاء.
- قد لا يحسن البعض استخدامها فيمارسونها بأسلوب الجهرية مع خفض الصوت .
- تساعد على شرود الذهن وقلة التركيز والانتباه مع المعلم .
- أنها قراءة فردية لا تشجع القرّاء على الوقوف أمام الجماعات أو مواجهة مواقف اجتماعية.
ثانيا : القراءة الجهرية :
تعرف القراءة الجهرية بأنها : عملية حركية عضلية يشترك فيها اللسان والشفة والحنجرة.
ويري البعض أنها: نطق الكلام بصوت مسموع بحسب قواعد اللغة العربية مع مراعاة صحة النطق , وسلامة الكلمات , وإخراج الحروف من مخارجها , وتمثيل المعنى.
كما يعرفها البعض بأنها: ترجمة الرموز المكتوبة إلى ألفاظ منطوقة وفهم معانيها وتقويمها فالنطق فيها عنصر فعال ويشكل محوراً رئيسياً فيها, وفيها تشترك العين والذهن واللسان، ومن أبرز ما تشدد عليه :
- نطق الكلمات والجمل نطقاً صحيحاً .
- الاسترسال في القراءة .
- التعبير الصوتي عن المعاني أي ؛ توضيح المعنى من خلال النبرات الصوتية.
- تحقيق عنصر الفهم والإفهام.
- ضبط حركات الإعراب .
وتحقق القراءة الجهرية تحقق ثلاثة أهداف رئيسية: تشخيصية, ونفسية, واجتماعية, فيظهر ( الهدف التشخيصي ) في أن المعلم يستطيع أن يضع يده على مواطن الضعف والقوة لدى التلميذ القارئ, ويظهر( الهدف النفسي ) في أن التلميذ القارئ يشعر بالثقة في نفسه حينما يقرأ جهرا مخاطب زملاءه ومتخطياً – في الوقت نفسه – حاجز التردد والخجل والخوف, ويظهر( الهدف الاجتماعي ) في أن التلميذ يتدرب منذ البداية على مواجهة الجمهور, وعلى التحدث والتفاعل معه, وهي بهذا الاعتبار تعد الطالب لممارسة الحياة بفاعلية ونجاح.
وقد يعتقد البعض أن الفهم ليس شرطاً في القراءة الجهرية ؛ حيث إن نطق الكلمات والعبارات نطقاً سليماً، وملاءمة درجة الصوت والتعبير المناسب، هو أهم ما في القراءة الجهرية، وإن فشل القارئ في فهم ما يقوله.
وفي الحقيقة أن مدى الفهم يجب أن يؤخذ في الحسبان مع تحويل المادة المكتوبة إلى لغة منطوقة عند القراءة قراءة جهرية؛ فالقارئ يجب أن يفهم على الأقل بعض المعنى، حتى تصبح استجابته اللفظية للمادة المكتوبة واضحة.
وترجع أهمية القراءة الجهرية في الصفوف الأولى من المرحلة الابتدائية إلى أنها تنمى مهارات النطق عند التلاميذ، وتمكن المعلم من التعرف على أخطاء النطق عند تلاميذه، ومن ثم تساعده على تصحيحها أولاً بأول، وتنمى القراءة الجهرية أيضاً القدرات الاجتماعية لدى التلاميذ من حيث تعويدهم على مواجهة المواقف التي تتطلب قراءة جهرية.
وكذلك فإن القراءة الجهرية وسيلة لتنمية الميول الأدائية، والقدرة على التمثيل لدى بعض التلاميذ الموهوبين، الذين لديهم القدرة على الطلاقة والأداء المعبر عن المواقف، بجانب فوائدها في تثبيت الثقة فى النفس لدى التلاميذ، وتعويدهم على التعبير عن آرائهم وحاجاتهم وأفكارهم بحرية وشجاعة، كما تساعد على التذوق، كما أنها تساعد على وصول المعنى بأكثر من وسيلة ؛ لاعتمداها على حاستي السمع والبصر.
مزايا القراءة الجهرية :
لهذا النوع من القراءة العديد من المزايا منها:
- إجادة النطق الصحيح للكلمات, وحسن الأداء, وتمثيل المعنى , خصوصاً لتلاميذ الصفوف الأولية .
- الكشف عن الأخطاء التي يقع فيها المتعلمين أثناء القراءة, فيتسنى للمعلم علاجها.
- تشجيع الأطفال على الإلقاء أمام الجمهور والحديث إلى الجماعة الأخرى.
- الكشف عن عيوب النطق وعلاجها .
- تساعد – من الناحية النفسية – على انتزاع الخوف والخجل من نفوس المتعلمين .
- إثارة حب المنافسة بين التلاميذ داخل الفصل, من خلال المدح والثناء على التلميذ المتميز في قراءته من قبل المعلم.
عيوب القراءة الجهرية:
للقراءة الجهرية العديد من السلبيات، منها:
- قد لا يتسع وقت الحصة لكي يقرأ جميع التلاميذ, مما يؤدي إلى حالة من الإحباط لدى بعض التلاميذ .
- انشغال بعض التلاميذ أثناء قراءة الآخرين بأمور خارج موضوع الدرس.
- السأم والملل لدى بعض التلاميذ نتيجة كون الموضوع واحداً وتعدد قراءاته التي تُشعر الطلبة بعدم وجود جديد فيه.
- الذهن فيها لا ينصرف إلى المعنى إذ ينشغل بصحة النطق ومراعاة الحركات الإعرابية.
- يبذل التلميذ فيها جهداً أكبر من مثيلتها القراءة الصامتة .
ولا يعد تقسيم القراءة إلى هذين النوعين هو التقسيم الوحيد حيث يقسمهما البعض بحسب أغراض القارئ والتهيؤ الذهني للقراءة.
وضع القراءة الجهرية والقراءة الصامتة في برامج القراءة :
لو تأمل كل منا في الأسلوب الذي تعلم به القراءة في الصغر والذي استخدمه كل منا في حل تدريباته في جميع مراحل التعليم، لوجدناه بالطبع يقتصر على استخدام أسلوب القراءة الجهرية. أما نصيب استخدام القراءة الصامتة في حياتا فيكاد يكون محدودا، ولم تكن تحظى بقدر من العناية كالتي تحظى بها القراءة الجهرية في حياتنا، الإ أن هناك بعض المواقف قد نستخدم فيها القراءة الصامتة حين نستذكر دروسنا استعداد للامتحانات، أو حين نقرا الصحف اليومية .
ومع التسليم بكل ما سبق فلو أننا تعمقنا في الأمر وفحصنا الأسلوب الذي نستخدمه في القراءة في حياتنا اليومية خارج المدرسة أو بعد انقضاء مرحلة التعليم لوجدنا أن قراءاتنا كلها تكاد تكون صامتة، كقراءة الجرائد والصحف اليومية والتقارير والرسائل التي ترد إلينا كل هذا نقراه بأبصارنا، ولا نكاد نستخدم اللسان الإ في مواقف قليلة كان يلقى احدنا خطبة أو محاضرة أو يقرأ رسالة لأخر لا يحسن القراءة والكتابة.
ومن هنا جاء الاهتمام في مدارسنا بهذين النوعين من القراءة .( الجهرية والصامتة )، وخصص لكل منهما في برنامج تعليم القراءة قدرا معلوما يختلف باختلاف المناسبات والمرحلة التعليمية.
وهناك من المربين من يبدأ تعليم الطفل القراءة بطريقة جهرية محض، وقد يراوح بعضهم بين الجهر والسر، كما أن هناك من يصطنع طريقة تعتمد على الطريقة السرية فقط. ولكل من هؤلاء له فلسفته التي يبني عليها طريقته ويبرر بها مسلكه، وسنحاول في الصفحات التالية أن نتحدث عن كل من هذه الطرق .
الطريقة الجهرية :
إذا اعتمد الطفل على طريقة الكلمة في تعلم القراءة فان أولى خطواته في تعلمها هي عملية الربط بين الرمز المكتوب وما يثيره الصوت المنطوق من استجابات ناجمة عن خبرة الطفل السابقة بهذا الصوت والمقصود بها هنا لغة الحديث.
فلغة الحديث – أذن – هي الأساس الذي يعتمد عليه تعلم القراءة بطريقة الكلمة أو " انظر وقل "، ومعنى هذا أن الطريقة جهرية في أساسها.
وتعلم القراءة بهذه الطريقة يعني – في أول خطواته – إدراك الطفل أن الرموز المكتوبة ما هي إلا الكلام المنطوق في لغة الحديث.
والطفل يقرأ بمعنى أنه يستطيع أن يقول الكلمات التي تمثلها الرموز المكتوبة . ومن أجل هذا يشترط على ضرورة أن تكون الكلمات التي تقدم للطفل في أولى خطواته من قاموس حديثه لكي يثير النظر إليها ما كان يثيره النطق بها من استجابات.
ومن أجل هذه العلاقة الوثيقة بين الكلمة المكتوبة ولغة الحديث يرى بعض المربين أنه ينبغى أن يشجع الطفل على النطق بالكلمات أول ما يتعلم القراءة .. أي أن يقرأ جهرا ما استطاع إلي ذلك سبيلا، وألا يحال بينه وبين ترديد أصوات الكلمات أو الهمس بها مع تحريك الشفتين.
وحجة هؤلاء في ذلك أن الكلام المنظور ينبغى أن يرتبط ارتباطا وثيقا بلغة الحديث حتى يثير نفس المعاني التي يثيرها الكلام المتحدث به، وبذلك يقوم تعلم القراءة على أساس سليم.
وعلى هذا فتعليم القراءة بناء على هذا الرأي يكون ابتداء بالربط بين الأصوات التي ينطق بها المعلم أو التلميذ والرموز المكتوبة التي تقع عليها عينه أثناء الاستماع. ومن المفترض أثناء هذه العملية أن يستمع بقية التلاميذ إلي الطفل الذي يقرأ وعيونهم شاخصة إلي الكلام المنطوق، وشفاههم تتحرك وتصوغ الكلمات المقروءة همسا مع زميلهم ، وحينما تصادف القارئ صعوبة ما ينطق بها المعلم فيحاكيه فى نطقها .
والمؤيدون لهذا الرأي يرون فيه كثيرا من المزايا وأهمها :
1- أن الربط – إذ يقوم بين الأصوات المنطوقة التي يألفها الطفل والتي يستخدمها في حديثه ويعهدها في استماعه – يحمل إليه ما تضمنه من معان له بها عهد وألفة وخبرة .
2- أن في عملية التصويت نفسها حياة وقوة لا يجدها التلميذ في مجرد النظر إلي الكلمات، ويظهر ذلك بوضوح حينما تكون المادة المقروءة قصة أو حوارا.
3- أن قراءة الطفل جهرا تجعل من الميسور للمعلم أن يكشف الأخطاء التي يقع فيها في النطق، وبذلك يتمكن من علاجها.
ومع هذه المميزات فهناك بعض المربين يهاجمون هذا الأسلوب ويرون فيه عيوبا عدة من أهمها:
1- أن عملية التصويت – حينما تستخدم فى بدء تعلم القراءة – قد تؤدي إلي تعويق النمو القرائي للطفل مستقبلا ؛ وذلك بما تؤصل فيه منذ البداية من عادة أحداث الأصوات أثناء القراءة حتى إذا تثبتت هذه العادة الصوتية فيصبح من العسير إقلاعه عنها. ومثال ذلك الطفل الذي ينهج هذا النهج يميل دائما إلي استخدام القراءة الجهرية حتى حينما يقرا لنفسه.
2- أن هذه الطريقة تعرض الطفل – أكثر مما تعرضه الطريقة الصامتة – لأزمات انفعالية قد تكون خطيرة لنموه لا في القراءة فحسب، بل لنموه الاجتماعي والوجداني كذلك. ذلك لأن الطفل – طبقا لهذه الطريقة – قد يطلب إليه فجأة أن يقرأ مادة ليس لديه الاستعداد الكافي لقراءتها، وبديهي أن الطفل في مثل هذه المواقف قد ينتابه الشعور بالقلق وعدم الاطمئنان.
3- وإذا كانت الطريقة تعتمد على استماع تلاميذ الفصل جميعا للأصوات المنطوقة سواء حينما يقرأ المعلم أو أحد زملائهم ، وعلى تحريك شفاههم وصياغة الكلمات بألسنتهم وهم يتتبعون القارئ – اقتضى هذا المسلك أن تكون العملية جماعية تشغل تلاميذ الفصل جميعا في مادة واحدة وفى فترة واحدة وفى قصة واحدة طول الوقت. ومعنى هذا انه ليست هناك فرصة للعمل الفردي الذي يتيح لكل تلميذ أن يتعلم طبقا لقدراته واستعداداته، علاوة على ذلك ما نلاحظه عادة في مثل هذا الأسلوب من سآمة التلاميذ ومللهم .
4- أن عملية التصويت في القراءة قد تعوق التركيز في المعاني والأفكار، وتشغل بال الأطفال بالأصوات أكثر مما تشغله بما تتضمنه من معان وأفكار.
ومن أجل هذه العيوب وغيرها في تعليم القراءة بطريقة الجهر بالأصوات ذهب البعض إلي استخدام طريقة أخرى تعتمد على السر بدلا من الجهر.
الطريقة الصامتة:
هناك وسيلة أخرى للحصول على المعنى بغير استخدام وسيلة الكلام كما يحدث في القراءة الجهرية، هذه الوسيلة هي الصورة فإنها تثير معنى في ذهن الطفل في غير حاجة إلي الاستماع إلي الكلمة منطوقا بها. والربط سيقوم بين ما تثيره الصورة المرسومة من معنى، والرمز المكتوب تحت الصورة؛ ولذلك سميت هذه الطريقة بالطريقة الصامتة في تعليم القراءة. فهذه الطريقة في تعليم القراءة تستهدف استبعاد عنصر التصويت استبعادا تاما، والاكتفاء بما تحمله الصورة من معنى يقوم الربط بينه وبين الرمز المكتوب.
وإذا كان الطفل وعمره ست سنوات قادرا على فهم الصيغ المرئية التي يحتاجها عن طريق البصر، ومادام الحصول على المعاني والأفكار التي تحملها الرموز المكتوبة هو الهدف الأساسي من القراءة، ومادامت عملية التصويت في القراءة الجهرية تؤصل في الطفل عادات معوقة للقراءة يصعب التغلب عليه فيما بعد – فقد كان ذلك مبررا لاصطناع الأسلوب الصامت في تعليم القراءة للمبتدئين.
وبديهي أنه إذا صح لنا استخدام الصورة المناسبة في تعليم القراءة بهذه الطريقة فأولى أن نستخدم الشيء نفسه بدلا من صورته، وهذا ما ينصح باستخدامه فعلا في مرحلة الإعداد للقراءة أما الأسلوب الذي يتبعه تعليم القراءة بهذه الطريقة فيتلخص في أن يمهد المعلم لها بمناقشات شفهية تدور حول الكلمات إلي يراد قراءتها بحيث لا تقع أبصار التلاميذ على هذه الكلمات في أثناء المناقشة الشفهية . فإذا عرضت الأشياء أو الصور على التلاميذ طلب المعلم إليهم ألا يلفظوا بأي صوت، وإنما ينظرون إليها ثم إلي الكلمة المكتوبة تحتها ويفكرون في المعنى لكي يحدث الربط المباشر بين الرمز المرئي ومعناه. وهكذا يكون النشاط المتوقع في عملية القراءة قائما على الرؤية والتفهم ، فجدير بالطريقة أن تسمى " انظر وافهم " بدلا من " انظر وقل ثم افهم " كما تقتضي الطريقة الجهرية .
من كل ما تقدم نستخلص أنه ليست هناك قيمة عملية كبيرة للموازنة بين الأسلوب الصامت أو الأسلوب الجهري. فالحق أن لكل من الأسلوبين مكانة في تعليم القراءة للمبتدئين ، وإنما يتميز كل معلم عن آخر بما يصنعه من ترتيب وتنظيم بحيث يقدم الأسلوب المناسب في الوقت المناسب، أو يمزج بينهما مزجا يحقق الغاية المقصودة من كل منهما.
وتأسيسا على ما سبق يمكن أن نستخلص وضع القراءة الجهرية والصامتة في تعليم القراءة للمبتدئين على النحو التالي:
1- في مرحلة الإعداد للقراءة ستقع أبصار الأطفال على عبارات وكلمات وجمل وبطاقات بأسمائهم في حجرة الدراسة أو في البيئة الدراسية، وستلفت هذه الرموز المكتوبة أنظار الأطفال وتشغل أذهانهم . فهذه مرحلة قراءة صامتة وإن كانت غير مقصودة.
2- أما البدء الحقيقي لعملية القراءة المنظمة المقصودة فيكون عادة بالأسلوب الجهري. ومزية ذلك أن لغة الحديث تحمل من قبل معاني في ذهن الطفل، والهدف الأساسي لتعليم القراءة هو الحصول على نفس المعنى من الرمز المكتوب. أما إذا استبعدنا عنصر الجهر من فإننا نجافى النمو الطبيعي للغة ، وهو نمو يسير من الجهر إلي الصمت .. ومن أجل هذا كان البدء بالأسلوب الجهري هو الأسلوب الطبيعي .
3- وإذا لم يكن حظ الطفل من القراءة الصامتة الموجهة المقصودة كبيرا في خلال السنة الأولى فإننا بعد انتهاء هذه السنة سنولى القراءة الصامتة عناية أكبر. فالقراءة الصامتة في هذه المرحلة ستتبع بطريقة طبيعية غير مفتعلة من القراءة الجهرية، وسيكون الانتقال من أحداهما إلي الأخرى هينا ميسورا وذلك لأن الأطفال سيميلون إلي استبعاد عنصر النطق أو الجهر من تلقاء أنفسهم. فإذا تعلم الطفل القراءة مستقلا فإن معظم قراءته ستنقلب بعد ذلك إلي قراءة صامتة ، وكل قراءة جهرية يقوم بها المعلم في هذه الفترة ينبغى أن تسبقها قراءة صامتة للمادة المقروءة.
4- أما عادة الهمس بالكلمات أو تحريك الشفتين أثناء القراءة فمن المعروف أن معظم الأطفال يمرون بهذه المرحلة وأن بعضهم يعبرها قبل غيره، ومنهم من تبقى معه العادة حتى بعد أن يكبر. ويمكن تدريب الأطفال على قراءة المادة السهلة اليسيرة الشيقة، وذلك لان قراءة المادة الصعبة هو الذي يلجئ الطفل إلي التصويت في القراءة. | |
|